تبليسي - العاصمة

مدينة تبليسي - العاصمة

تعدّ تبلّيسي عاصمةً لدولة جورجيا، وتأسّست هذه المدينة في القرن الخامس عشر من قبل ملك جورجيا القديمة السلائف إيبريا، وكانت في ذلك الوقت مقراً لمملكة كارتي، وفي القرن الثامن عشر أصبحت تحت سيطرة القوقاز، وتصل المساحة الإجماليّة للمدينة إلى ثلاثمئة وخمسين كيلو متراً مربعاً، ويعيش عليها أكثر من مليون ومئتي ألف نسمة.

وهي أكثر المدن تطوراً في الفترة الآخيرة، فهي تعدّ موطناً للعديد من مؤسسات التعليم العاليّ كجامعة ولاية تبلّيسي، والجامعة التقنية الجورجيّة، وكونسرفتوار، ومعهد جورجيا للشؤون العامة، وتبليسي الحكوميّة الطبيّة، وجامعة القوقاز، وجورجيا الأمريكيّة، والجامعة الدولية للبحر الأسود، والجامعة الجورجية الزراعيّة، والمدرسة الدولية في الاقتصاد، وتحتوي المدينة على العديد معالم الجذب السياحيّ كنتحف الجورجي الوطنيّ، وأوبرا تبلّيسي، ومسرح شوتا الأكاديميّ، وكاتدرائية ساميبا، وقصر فورونتسوف.

المناخ

تتأثر تبلّيسي بالمناخ الشبه استوائيّ الرطب، وتُسيطر الطبيعة الجغرافيّة على مناخ المدينة كالجبال، والمسطحات المائّة القريبة منها؛ حيث أنّها تتأثر بالمناخ الجاف القادم من سيبريا الموجودة في آسيا الوسطى، والمناخ البارد القادم من شرق المحيط الأطلسيّ، والبحر الأسود. يصل متوسّط درجات الحرارة السنويّة في المدينة إلى ثلاثة عشر درجة مئويّة، ويعدّ شهر يناير هو أبرد الشهور بمعدل درجة حراريّة واحدة فقط، ويعدّ شهر يوليو هو أكثر الشهور حرّاً بمعدل أربعة وعشرين درجة مئويّة، ويصل متوسط ​​هطول الأمطار السنويّ إلى خمسمئة وسبعين ملم، وتتساقط الثلوج على المدينة بمعدل عشرين يوم في السنة.

المساحة

تبلغ مساحة مدينة تبليسي 726 كيلو متر مربع. كانت مدينة تبليسي مسكونة منذ الألف الرابع ق.م، أما أول ذكر لها في المدونات الكتابية فيعود إلى القرن الرابع الميلادي، واسم المدينة مشتق من الينابيع الحارة. وقد نمت المدينة بفضل موقعها المهم على ملتقى الطرق التجارية التي تربط شرق جورجية مع جنوب شرق القفقاس وإيران وأرمينية وتركية وسورية، وصارت عاصمة لشرق جورجية في عهد ملكها داتشا بن الملك فاختانگ الأول بدلاً من العاصمة القديمة متسخيتا.

أهم المعالم السياحية والتاريخية
  • المدينة القديمة “التشتات”: أحد أبرز معالم السياحة في تبليسي، فهذه المدينة تحمل في طياتها آلاف التفاصيل المذهلة، ففي كل ركن ‏من أركان المدينة القديمة ستجد شيئاً يجذب انتباهك، فهنا ستجد عشرات المطاعم المحلية التي تقدم ألذ أنواع الطعام، وكذلك ستجد ‏مجموعة متفرقة من المقاهي الراقية ذات الأسعار المعقولة ومحال بيع الهدايا التذكارية الرائعة، التي تقدم المنتجات الشعبية بأسعار ‏مميزة، كذلك ستجد مجموعة متنوعة من المحال المختصة ببيع السجاد الأنيق، وإن كنت من محبّي الفن، فلا تفوّت فرصة رسم ‏البورتريه الخاص بك، فهنا يوجد مجموعة كبيرة من الرسامين المحترفين. كما ستمنحك المدينة القديمة التشتات فرصة استقلال ‏أحد القوارب، والحصول على جولة مميزة في نهر كورا، لذا فالمدينة القديمة تعتبر أحد أشهر أحد أشهر ‏‎‎الأماكن السياحية في تبليسي ‏‎.‎
  • قلعة ناريكالا: أو كما يطلق عليها القلعة الأم في العاصمة تبليسي، هذه القلعة العريقة، التي تقع في العاصمة الجورجية، وتحتل ‏مكانة هامة بجميع رحلات تبليسي، وقد تم تأسيس قلعة ناريكالا في القرن الرابع الميلادي، أي مع تأسيس المدينة‎.‎‏ وقد مرت القلعة ‏بمجموعة من التحديثات، أهمها التحديثات التي قام بها العرب، حيث قام الأمويين بتأسيس قصر الأمير داخل أسوار القلعة، لتكون ‏على شكلها الحالي، وبعد عدة قرون تم تأسيس كنيسة القديس نيكولاس، لكن فيما بعد تعرضت القلعة لبعض الانهيارات؛ نتيجة ‏للزلزال الذي شهدته البلاد، وفي تسعينيات القرن الماضي تم ترميم القلعة، لتكون اليوم أحد أبرز اماكن سياحية في تبليسي‎.‎
  • حمامات تبليسي الكبريتية أو حمامات أباناتوبني‎: ‎زيارتك لحمامات تبليسي الكبريتية، يجب أن تكون ضمن خطة المزارات ‏برحلتك إلى العاصمة الجورجية، فهذه الحمامات المدهشة ستعزلك عن العالم الخارجي، فسوف تتمكن من الحصول على ستين ‏دقيقة من الاسترخاء، في غرفة مجهزة لجلسات المساج الخاصة، التي ستعيد الحيوية إلى جسدك من جديد، وستشعرك بالانتعاش، ‏لاستئناف الرحلة بأرجاء هذه المدينة المذهلة‎.‎‏ كل ما عليك فقط هو التوجه إلى الحمامات الكبريتية، أو كما يطلق عليها “حمامات ‏أباناتوبني”، والاستمتاع بقضاء أجمل وقت على الاطلاق بتكلفة قليلة‎.‎‏ بعد الانتهاء من جلسة الاسترخاء بالحمامات الكبريتية ‏المميزة، يمكنك التجول بالأنحاء المجاورة، فستجد مجموعة من الحدائق التي ستمنحك فرصة لاستكمال تجربة الاستجمام ‏بالمدينة، كذلك توجد مجموعة متنوعة من المطاعم والمقاهي، بالإضافة إلى مسجد مفتوح لأداء الصلاة‎.‎
  • المتحف الوطني الجورجي: وهو نقطة هامة بين معالم السياحة في تبليسي، لكونه يعرض مجموعة متنوعة من إرث الأجداد، فهذا ‏المتحف يضم آلاف المقتنيات الذهبية والفضية، التي تعود إلى العصر البرونزي وصولاً إلى القرن الماضي، كل ذلك معروض ‏بشكل منظم داخل المتحف الوطني الجورجي‎.‎‏ كذلك ستتمكن هنا من العثور على حفريات متنوعة، تعود إلى آلاف السنين، ‏بالإضافة إلى توفر قسم مخصص بالمتحف لعرض نمط حياة المدينة أثناء الاحتلال السوفيتي لها، إنها حقاً زيارة ثرية، يجب ألا ‏يخلو منها برنامجك أثناء السياحة في تبليسي‎.‎
  • تمثال “كارتليس ديدا” أو “أم جورجيا‎”: ‎تنظيم رحلات الى تبليسي دائماً لا يخلو من زيارة تمثال “كارتليس ديدا”، هذا التمثال ‏العظيم، الذي يرحب بكل زائر جديد على المدينة، يطلق على التمثال لقب “أم جورجيا”، فهو مصمم على هيئة امرأة ترتدي ‏اللباس التقليدي للبلاد، وتحمل في يدها اليمنى سيفاً للعدو، أما اليد اليسرى فتحمل زجاجة من النبيذ، وهذا ترحيباً بأصدقاء ‏المدينة‎.‎‏ تم تشييد التمثال في عام 1958، تحديداً على قمة جبل سولولاكي، ليكون أحد معالم تبليسي الأكثر زيارة في البلاد، ‏يبلغ طول التمثال عشرين متراً، وقد تم صنعه من الألومنيوم‎.‎‏ الجدير بالذكر أن مناسبة تشييد هذا التمثال؛ كانت احتفالاً بمرور ‏‏1500 عام على تأسيس المدينة، ليكون اليوم أحد أبرز معالم السياحة في جورجيا‎.‎
  • نصب ستونهنج تبليسي :عندما نتحدث عن أهم التحف الجورجية، التي تركت بصمة في وجدان كل زائر؛ فبالتأكيد سنذكر نصب ‏ستونهنج تبليسي، هذا النصب التذكاري العظيم، الذي يحمل داخله تاريخ البلاد، وأهم الأحداث المجيدة التي عاصرتها جورجيا، ‏ففور دخولك إلى نصب ستونهنج تبليسي سيتمكن منك شعور الذهول والانبهار بهذا الفن المنحوت بصورة دقيقة‎.‎ نصب ستونهنج عبارة عن متحف مكشوف، يطل على بحيرة تبليسي، تلك البحيرة التي يطلق عليها اسم “بحر تبليسي”؛ وهذا ‏بسبب اتساعها، المتحف المكشوف يضم مجموعة من المجسمات الضخمة، المنحوتة بصورة دقيقة على يد الفنان زوراب ‏تسيريتيلي.‏
  • كاتدرائية الثالوث المقدس: من أشهر المناطق السياحية في تبليسي، وذلك لمكانتها الدينية العظيمة في العالم، فهذه الكاتدرائية ‏العظيمة قد تم تصنيفها كواحدة من أكبر المباني الدينية على مستوى العالم، على نفس السياق فقد حظيت كاتدرائية الثالوث المقدس ‏الأرثوذكسية بمكانة عظيمة على مستوى جورجيا‎.‎‏ تم تشييد كاتدرائية الثالوث المقدس بين عام 1995 و2004، وقد طالت مدة ‏التشييد بسبب الاهتمام الكبير بتفاصيل الكاتدرائية من الداخل والخارج، لتكون اليوم من أهم معالم السياحة في تبليسي، بل في ‏جورجيا بشكل عام‎.‎
  • متاتسميندا بارك: يعتبر من أبرز معالم تبليسي، فإن تحدثنا عن الأماكن الأكثر جذباً للسائح في العاصمة الجورجية؛ بالتأكيد لن ‏ننسى ذكر هذه الحديقة المتميزة، التي تقع بأعلى نقطة في المدينة، فالوصول إلى متاتسميندا بارك سيمنحك فرصة ذهبية لمشاهدة ‏العاصمة من منظور آخر، وكذلك سيمنحك فرصة مميزة لقضاء وقت ممتع خاصةً إن كنت بصحبة العائلة‎.‎ تضم حديقة متاتسميندا العديد من الأنشطة الترفيهية، فهنا يوجد مركز خاص بالألعاب لقضاء وقت ممتع للأطفال، وكذلك تشهد ‏الحديقة إقامة عدد كبير من الفعاليات الهامة على مدار العام. إن كنت من محبّي ركوب الخيل، أو كنت من محبّي تجربة ذلك، ففي ‏حديقة متاتسميندا ستتمكن من ركوب الخيل والتقاط اجمل الصور بصحبتها، كذلك يمكنك ركوب الترام المدهش للتجول بالحديقة، ‏والتعرف عليها بصورة أكبر، بعد الانتهاء من هذه الجولة؛ يمكنك الجلوس بأحد المقاهي، ومن ثم التبضع ببضع الهدايا التذكارية ‏للعائلة والاصدقاء، فالحديقة توفر مجموعة من المحال المخصصة لبيع الهدايا التذكارية‎.‎
  • الحديقة النباتية الوطنية: السياحة في تبليسي ستوفر لك جولة استرخاء مميزة، وهذا بزيارة الحديقة النباتية الوطنية في جورجيا، ‏تلك الحديقة الرائعة، التي تتميز بهدوء طبيعتها وجمالها المذهل، إنها تعتبر الوجهة الأمثل لمحبّي الطبيعة في العالم، فاللون ‏الأخضر يحيط بك من كل اتجاه، والطقس المعتدل يمنحك طاقة أكبر للتجول بكل أرجاء الحديقة‎.‎‏ من الأفضل أن تقوم بزيارة ‏الحديقة النباتية بواسطة التلفريك، حتى تستمتع برحلة مميزة بين الجبال الجنوبية، كما ننصحك بزيارة الحديقة في الشهور الدافئة، ‏حتى يتثنى لك الاستمتاع بأطول وقت ممكن في هذه الجنة المذهلة، ولا تنسى ملئ بطارية هاتفك؛ حتى تتمكن من التقاط مجموعة ‏من الصور وسط هذه الطبيعة الخلابة‎.‎
  • ميدان روستافيلي: لن تتمكن من انهاء جولة السياحة في تبليسي من دون زيارة ميدان روستافيلي، هذا الميدان الذي يمثل أبرز ‏اماكن سياحية في جورجيا، فهو ميدان عظيم شهد العديد من الأحداث الهامة في تاريخ البلاد، كما أنه مركزاً لتجمع عدد كبير من ‏المنشئات الحكومية والثقافية الجورجية‎.‎‏ أطلق اسم روستافيلي على هذا الميدان الرئيسي للعاصمة؛ نسبة إلى الشاعر الجورجي شوتا ‏روستافيلي، حتى يخلد اسم أشهر شعراء العصور الوسطى، الذي يمتلك مكانة عظيمة في تاريخ الفن الجورجي‎.‎ بميدان روستافيلي ستجد دار الأوبرا الوطني للبلاد، وكذلك مبنى البرلمان القديم، والمتحف الجورجي للفنون الجميلة، وغيرها من ‏المراكز الحكومية الهامة، لذلك قد تم تصنيف الميدان ضمن أشهر اماكن سياحية في تبليسي‎.‎
  • شارع العرب‎ ‎مرجان شويلي: هو واحد من أكثر الشوارع إثارةً للاهتمام وتنوعًا وشعبيةً في تبليسي، وغالبًا ما يزوره السكان ‏المحليون وكذلك السياح للاستمتاع بمنظر الهندسة المعمارية التي تعود إلى القرنين التاسع عشر والعشرين والتي تجعل هذا الشارع ‏جذابًا للغاية. هنا يمكنك زيارة المسارح والمتاحف ومجموعة متنوعة من المطاعم والمقاهي العربية التي تقدّم أشهى المأكولات ‏الشرقية، كما أن هناك العديد من المحلات التجارية التي توفر للعملاء منتجات من الشرق الأوسط، مما يجعل الشارع مشهوراً ‏بالأخص بين العرب الذين يستمتعون للغاية بأجوائه العربية الشعبية‎.‎
  • جسر السلام: تزدهر قائمة أحدث اماكن سياحية في تبليسي بوجود هذا الجسر الرائع، الذي قد تم افتتاحه للمشاة في عام 2010، أي ‏يحسب ضمن المعالم السياحية الحديثة في البلاد، وأبرز ما يميز جسر السلام هو تصميمه المعماري الراقي على شكل قوس، هذا ‏وقد تم صنع الجسر من عنصر الزجاج، بالإضافة إلى تزويد هيكله بالمصابيح عالية الإضاءة‎.‎‏ في مساء كل يوم يتلألأ جسر ‏السلام بالعاصمة الجورجية، لذا فهو من مراكز الجذب السياحي بالمدينة، فلا تفوّت هذه الزيارة المميزة، التي لن تستغرق بضع ‏دقائق، بينما ستمنحك فرصة الاطلاع على هذه تحفة فنية مبهرة‎.‎
  • الترام الجوي في تبليسي: أو كما يطلق عليه “التلفريك”، تعتبر أحد أمتع النقاط بجولتك في العاصمة الجورجية، هذه الرحلة ‏المميزة ستأخك في جولة سياحية خاصة، بين المناظر الطبيعية الخلابة، حيث الجبال والمساحات الخضراء، بالإضافة إلى أنها ‏ستقودك إلى زيارة تمثال أم جورجيا، هذا المزار الذي يتواجد ضمن قائمة أبرز اماكن سياحية في تبليسي‎.‎‏ لذا ننصح كل زائر ‏للمدينة أن يقوم بركوب الترام الجوي، والاستمتاع بهذه التجربة المميزة، التي ستمنحه فرصة الاطلاع على المدينة بالكامل‎.‎
  • بحيرة السلاحف: جولة السياحة في تبليسي لم تنتهي بعد، فهذه المدينة عامرة بالمزارات الممتعة، ولعل بحيرة السلاحف أحد أبرز ‏هذه المزارات، فهي بحيرة قد صممت خصيصاً لقضاء العطلات، وكذلك لإقامة الفعاليات والحفلات الموسيقية الرائعة، وبالفعل قد ‏حازت البحيرة على اعجاب سكان المدينة المحليين، واصبحت الوجهة الأولى لمعظمهم بعطلات نهاية الأسبوع‎.‎ يمكنك الوصول إلى بحيرة السلاحف بواسطة الترام الجوي، نظراً لكونها تتواجد بمنطقة مرتفعة عن سطح البحر، يقع متحف ‏الاثنوجرافيا على مقربة من البحيرة، وهو متحف مميز لعرض العمارة الشعبية بجورجيا، لذا لا تنسى أخذ جولة سريعة بأرجاء ‏هذا المتحف المفتوح؛ للتعرف على ذلك النمط المختلف من العمارة‎.‎

Sign In